في كثير من الأحيان نصاب بالإحباط الشديد عندما نقوم بعرض أفكارنا على الآخرين .. فقد نعرض فكرتنا .. ونكون متحمسين لها .. لكننا نفاجأ أننا أمام مجموعة من العقول المتحجرة لسان حالهم يقول : عن أي شئ يتحدث هذا .. وتكون أفكارنا في واد وهم في واد آخر !!
وهناك من يسمع الأفكار بأذن واحدة .. وفجأة وقبل أن تنهي فكرتك .. نراهم يغيروا الموضوع كليًا .. متهمًا هذه الأفكار بالغبية !! أو يقول لك أحدهم : جربنا مثل هذه الأفكار وفشلت .. هذا ليس شغلك .. لماذا نغير ؟ كل شئ على ما يرام ! ومنهم من يواجهك بصعوبات خارجية .. لا يوجد ميزانية .. الناس لا يرغبون مثل هذه الأفكار .. هل جربها أحد من قبل ؟! هل تضمن لنا نجاحها ؟! والعديد من الحجج الواهية !!
إن أسلحة قتل الأفكار كثيرة .. فتُقتل الفكرة قبل إخراجها .. لحظة ميلادها .. تقتلها الإيحاءات السلبية .. الطاقة المحدودة .. عدم الثقة بالنفس .. الخوف من الإحراج أو السخرية !! ..
وتُقتل الفكرة بعد إخراجها .. حيث تقع بين أيدي من لا يقدّرون الأفكار الجديدة .. فيقتلونها لأن أفكارهم محدودة .. أو لأنهم نمطيون مقلدون .. أو لأنهم مرتاحون في مواقعهم ولا يمتلكون حب المخاطرة .. أو لأنهم خائفون على ضياع منصبهم .. أو لأنهم لم يشاركوا في إخراج الفكرة من الأصل .. أو لتمسكهم بالعادات والتقاليد .. أو لكبر سنهم وعدم ثقتهم بالشباب ... أو ربما للحماقة والسفاهة !!
لأن التغيير يبدأ بفكرة .. فإياك أن تستسلم .. فالمقاومة مطلوبة .. وعليك أن تمتلك مهارات الإقناع و التفاوض .. حدد هدفك وقرر ما تريد .. ثم اكتشف ماذا يريدون .. ولا تقلل من مقاومة الفكرة .. بل جهز نفسك للرد على كل تساؤل قد تتعرض له .. اعرض فكرتك بكل سهولة ويسر .. وركز على فوائد الفكرة .. دعهم يساهمون معك في إنتاجها .. ولا تعتقد أن الأمر فائز ومهزوم .. حاول أكثر من مرة .. فقد تُهزم في جولة أو أكثر .. لكن بالتأكيد ستنجح في جولات أخرى .