السؤال: !ماحكم قول الرجل أختي الغاليه أو أختى الحبيبه اوأختي العزيزة أو عزيزتي في المنتديات؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
ذكرنا سابقا أن الخطاب بين الرجل والمرأة في المنتديات يجب أن يتغشَّاه أدب الحشمة ،ويتجلَّله ثوب الوقار ، ويتدثَّـر بلباس العفَّـة السابغ ، بقلب من مرض الشهوة فارغ ، وبقلم في تمييع السلام ،والكلام غير والغ ، فإمّـا إن يكون الخطاب هكذا ، من غير مبالغة في الترحيب ( مثل يا أختنا الغالية ، ما أحلى كلامك ، يامرحبا ، ونورتي المنتدى ) ،ومن غير خضوع بالقلب يشبه التشبيب ، سواء بالكلمة أو بالصورة التعبيرية ـ وردة ، باقـة ..إلخ ـ إما أن يكون هكذا ، وإلا فليغلق هذا المنتدى ، أو يُفصل فيـه النساء عن الرجال ، وذلك أفضل على أية حال والله أعلم
كما وردت فتوى سابقة ، كان ما يلي من الجواب جزء منها :
وأما الخطاب مع ***** الأخر ، فليس المقصود ـ بلاريب ـ أن يكون الخطاب فظّا بين *****ين ولا هذا من آداب الإسلام ، وقد قلت في وصف الخطاب بين الرجل والمرأة في منظومة قليلة الأبيات قديما : ـ
علاقة الإخوان بالأخوات **تحكمها ثلاث دائـرات
وفيها : ـ
لابأس باللطف في العبارة ** ماخلت من سيِّء الإشارة
غير أن التوسّع في اللطافة خطأ ، يُفضي إلى التفات القلب إلى طلب ما وراء المجاملة البريئة إلى التعلّق العاطفـــــي.
وقد قال تعالى : ( إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ).
أي لا تتغنّج وتتكسّر في الكلام ، فتشعر من في قلبه مرض طلب الفواحش أنها رخيصة ، من ذوات الوضاعة ، منحطّة إلى استجابة ما يطلبه !
وينبغي أن يُعلم أن القلوب لاسيما تلك الرقراقة في مشاعرها ، سريعة التوجه العاطفي لاسيما إلى ***** الآخر.
وقد حصل بسبب سريان العاطفة بين *****ين عبر الشبكات ،ووسائل الاتصال بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري ،حصل بسبب ذلك عواصف وأعاصير عاطفية تعصف كل ثانية من خلال شبكة الانترنت ، ووسائل الاتصال الأخرى ،
فما أشدّ تلك العواطف الحميمة التي تنتقل عبر أسلاك الهواتف ، وموجات الأثير كلّ ثانية حول العالم ،
قد غدت أجواء العالم اليوم ، في سخونة عاطفية مستمرة !!فهي مثــل الاحتباس الحراري الذي يعاني منه الطقـس العام!
ومعلوم أن هذه هي شباك إبليس المفضّلة ، وعليها يقيم فخاخه ، وينصب شراكَه ،وأنه يترتب على ذلك إنحراف عن الشرع خطــير ، وما ضحيته سوى الفضيلة والعفـّـة ، اللذيْن هما الستار الواقعي للأخلاق الإسلامية ، والأخلاق في الإسلام مرتبطة بالعقيدة إرتباطا وثيقا ،
فهما بمثابة طبقة الأوزون الذي تقي البشرية أخطارا ، لاُيتصوّر مدى بشاعتها ، بل ستر العفة ، ودرع الفضيلة ، وحصن العقيدة ، وقلعة الأخلاق ، أعظـم نفعا للبشرية من طبقة الأوزون ، بل من الماء ، والهواء ، والشمس ، لو كانوا يعلمون .
ولهذا فالواجب الحذر عند التخاطب بين *****ين ، وتجنب العبارات التي من شأنها الإشعار بطلب التفات قلب ***** الاخر إلى كاتب العبارة إلتفاتا عاطفيــا.
والخلاصة : الذي ينبغي أن يكون خطاب المرأة للرجل ، بعفوية الطهر ، وتحت رداء العفّة ،ومن وراء خمــار الحشمة الإسلامية ، فإن كان على هذا الأساس أضفى على الألفاظ ما يناسبها من الوقار ، والأدب ، والحياء ، والعكس بالعكس ، والألسنة كما قيل مغاريف القــلوب
فضيلة الشيخ حامد العلي سلمه الله...