أكتسب ثقافة الورودالمفقودة
وأتقن جميع قواعدها
إن تبادل الزهور يُحدث قفزات نوعية في النفوس والعلاقات الاجتماعية
وتبدلات جذرية في الانطباعات والأفكار.
فـ الوردة فاتنة بشكلها وبعبقها ..ولا يمكن ان ينافسها في الجمال، الا الكلمة الطيبة و التصرف الحسن
فقد تكون كلماتنا أحلى من الزهور بمعانيها، وأعطر منها برقتها ولطفها .. وبصفاء مقاصدها
تجاوز عمره الثمانين، بل قل، ازدان قلبه بثمانين ربيعا
وانهمر على حقله ثمانين شتاء وخريفا
فارتوت تربته وخرجت مواسمه مليئة بالخير والعطاء
اب رؤوف حنون، به من لطف المعشر ما يفوق جمال نسمات أيلول المنعشه
ناجح في حياته، واكبر نجاحاته، مراتب عالية استحقها في قلوب الناس
ارتقاؤه الشعوري عوّدَه أن يقطف وردتين او ثلاثة قبل دخوله على أهل بيته
يضع احداها في غرفة المعيشة
والثانية يضعها في مزهرية على مكتب "حبيبة قلبه" أبنته الوحيدة.
في يوم من ايام الصيف الحارة، عادت " حبيبة قلبه " الى البيت ودخلت غرفتها
فوجدت وردتين جميلتين على مكتبها فامتلأت نفسها راحة وسكونا
سمعت والدها يقترب من باب غرفتها.. استدارت قائلة: - والدي.. ماأجمل هاتين الوردتين
أجابها بنبرة حانية فاقت عطر الورود طيبا:
- إني اراهما ثلاثة وردات !!
فردت:
- وانا ارى امامي الحديقة الرائعة، التي حوت كل الورود.!
هذه اللغة وبتعبير أعم، هذه الثقافة، ثقافة الزهور هي ثقافة غائبة عن أذهاننا
بعيدة عن حياتنا رغم بساطتها وسهولة فهمها.
هي لغة لا تحتاج لأستاذ ولا لترجمان، إنها تتكلم ببراعة
وتعبّر بطريقة تتميز بأناقة متناهية وذوق رفيع.
اعتقد أن جميعنا يحب أن يكتسب هذه اللغة الوردية
ويتقن جميع قواعدها، والأمر سهل بسيط غير مكلف
فما علينا إلا :
أن ندخل معاهد الحياة
ونتزود بقليل من الورود والابتسامات
وبكثير من المحبة والتصرفات الصالحة